فاس…بعد احتراق حافلة للنقل الحضري متى ينتهي هذا العبث الذي يسيء الى سمعة المدينة
حرية بريس
مرة أخرى شركة المفوض لها تدبير النقل الحضري بالعاصمة العلمية تخلق الحدث اليوم الاربعاء 27 نونبر 2024 بعد ان اشتعلت النيران بمحرك بإحدى حافلات النقل الحضري التابعة لها بساحة المقاومة وسط المدينة الجديدة .
المشكل ليس في اشتعال النيران في إحدى حافلات النقل الحضري بفاس فتلك امور اصبحت معتادة للمواطن الفاسي وليس في انقلابها كما وقع أخيرا وأصيب بعض الراكبين ولكن التساؤل الى متى سيبقى هذا العبث بأرواح الناس وهل علينا أن نعزي انفسنا قبل أن نكون ضحايا إحدى الحافلات المهترئة مادام ان الامور تسير بنفس الايقاع وبنفس الحافلات.
كرونولوجيا مشكل الطوبيسات من سنة 2021 الى 2024
ربما الشيء الذي يثير الزائر لمدينة فاس هي تلك الحافلات التي تبدو كعربات مصفحة وليست حافلات تشكل قيمة مضافة للعاصمة العلمية في إعطاء جمالية تليق بعبق تاريخ المدينة ” 12 قرن”.
وقفات احتجاجية طلبة الجامعة ..الساكنة المجتمع المدني
..تشهدها العاصمة العلمية سببها الحالة المتردية للنقل الحضري بحيث أصبح يشكل موضوع احتقان اجتماعي يتطلب حلولا مستعجلة بعدما أن نفذ صبر الجميع وباتت مطلب رحيلها إحدى الحلول المطروحة من أجل الخروج من عنق الزجاجة.
في الوقت الذي كان ينتظر أن تسارع الشركة المخول لها تدبير النقل الحضري بفاس الزمن من أجل تجديد اسطولها المتهالك ولو جزئيا بعدما كان لعمدة فاس السيد عبد السلام البقالي الجرأة والشجاعة الكبيرة في إخراج ملف الطوبيسات الى العلن والذي كان في عهد العدالة والتنمية يراوح مكانه.
ففي اول دورة بعد انتخاب عبد السلام البقالي عمدة العاصمة العلمية اعتبر إن ملف النقل الحضري يعتبر اول الاولويات وان الساكنة تستحق الافضل وان مانراه على أرض الواقع كارثي ليعطي تصاريح بعد ذلك حول ارقاما مستقاة من الواقع ومن تقرير المجلس الجهوي للحسابات الذي وجده على مكتبه والذي وقف على عدة خروقات بالإضافة إلى أشياء أخرى جاء بها التقرير اولها هو النقص الحاد في الطوبيسات التي قدرها ب 194 حافلة وهو ما أدى به إلى الرجوع الى المادة 53 و 54 بفرض غرامات وليتم اللجوء الى خطوة الخروج الميداني حيث تم ايجاد 102 “طوبيس لي خدام ” ومنها من تشتغل على الجماعات المجاورة يضيف العمدة لايعقل ان فاس بساكنتها ان تتوفر على 90 حافلة علما ان 19 خط تم حذفها وان الشركة تعهدت باستثمار اكثر من 40 مليار في هذا القطاع وشراء 350 طوبيس ” وهادشي دارتو في اقتراحات العروض والتزمت به” في الوقت الذي يضيف العمدة ان الشركة المخول لها النقل الحضري حسب مجلس الجهوي للحسابات لم تشتري إلا 132 طوبيس 77 متوسطة و الباقي من نوع ” سبرانتر” ومن الالتزامات التي كانت يجب ان تكون هو توفر الحافلات على معايير ذوي الحاجات الخاصة ….
ورغم ذلك فإن عمدة فاس ولكي لايقطع شعرة معاوية أعطى الوقت لشركة الطوبيسات لتحسين جودتها واضافة حافلات جديدة تليق بكرامة المواطن الفاسي لكن دار لقمان بقيت على حالها لتخرج مظاهرات تندد بالواقع المرير لطوبيسات وهو ما قد يكون له تبعات اخرى .
في ظل طوبيسات اقل مايقال عنها انها كارثية رغم ان الاجتماع الأخير مع الأحزاب السياسية التي تسير الشأن المحلي للعاصمة العلمية مع والي جهة فاس مكناس فقد تم خلاله محاولة إعادة الثقة بين الجماعة والشركة المخول لها تدبير النقل الحضري رغم أن عبد السلام البقالي طالب بتجويد هذا القطاع اولا واخيرا وان الحاضرة الإدريسية تستحق الافضل رغم ان البعض حاول جره الى اتهامات باطلة بأن هناك صفقة مع شركات أخرى وأن هناك ….. والسيد العمدة يدرك ماجاء به دفتر التحملات الذي يجمع الطرفين ولكن الايام أبانت ان تلك الاتهامات عبارة عن أضغاث احلام وان عمدة فاس قد استطاع ان يجعل من مشكل الطوبيسات قضية رأي عام بالعاصمة العلمية وان اصطفافه مع الساكنة لم يكن عبثا مادامت اختارته ليحافظ على كرامتها او على الاقل ماتبقى منها في ظل معاناة مع حافلات النقل الحضري لسنوات.
اهتزت فاس في شهر غشت 2024 على حريق أتى بشكل كامل على حافلة للنقل الحضري ولولا الألطاف الإلهية التي كانت رحيمة لوقعت كارثة إنسانية ولم تكن هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل اسطول شبه متهالك يجوب العاصمة العلمية وما على المواطن الفاسي إلا ان يتحلى بصبر ايوب في انتظار فرج طال انتظاره لسنوات .
وفي الوقت الذي سئمت ساكنة فاس من كل الوعود السابقة من أجل رد الاعتبار لمشكل النقل الذي أعاق الجاذبية الاقتصادية وجعل المدينة تنتظر حلولا واقعية لحل مشاكل النقل الحضري وليست حلولا ترقيعية لاتسمن ولا تغني من جوع.
وفي إطار مسطرة التحكيم ومذكرة التفاهم لتي قامت بها وزارة الداخلية لحل المشاكل المستمرة المتعلقة بالنقل الحضري بالمدينة مع الشركة المفوض لها تدبير النقل الحضري وجماعة فاس فقد أعلنت هذه الأخيرة أنها ستقتني اقتناء 114 حافلة جديدة ا قريبا بعد طلب عروض لإقتناء أسطول جديدة للحافلات بمبلغ 21 مليار سنتيم وان تلك الحافلات ستبقى في ملكية الجماعة بعد انتهاء عقد التدبير المفوض مع المشغل سنة 2027 ولأن الأمور بالنسبة لجماعة فاس باتت واضحة حيث تم توفير المبلغ المعلوم لكن في المقابل ينتظر من شركة التدبير المفوض للنقل الحضري بفاس ان توفر ” 228 مليون درهم من إجمالي هذا المبلغ سيتم تخصيص 206.6 مليون درهم لشراء 113 حافلة جديدة، في حين سيتم تخصيص الـ 20 مليون درهم المتبقية لاستقدام 50 حافلة مستعملة بحالة جيدة، وبالتالي تجديد جزء من الأسطول الحالي” حيث ينتظر المواطن الفاسي ان تلتزم الشركة بما تم الاتفاق عليه سابقا بعد تدخل وزارة الداخلية في ظل عدم وجود أي أخبار متفائلة ويخشى ان يتم البحث عن مبررات قد تعصف بالأمل في تجديد الاسطول المتهالك وخاصة ان مدينة فاس مقبلة في السنة المقبلة على احتضان اطوار كأس إفريقيا وكأس العالم سنة 2030 ويجب ان تظهر كعاصمة علمية لها امتداد حضاري منذ 1200 سنة اما غير ذلك فهو هراء وضياع لسمعة تاريخ مدينة اسمها فاس.يقال..عادة الرجال لايبكون امام احد فإذا أخلوا بهذا الاستثناء فهو تعبير عن مشاعر عن الأسى والحزن الشديد لكن عندما يذرف رئيس جماعة فاس الدموع امام الصحافة فهي دموع تغالب الموروث الذكوري وجزء من قداسة اللحظة عند سؤاله على انقلاب حافلة للنقل الحضري بالعاصمة العلمية خلفت العشرات من الجرحى فهي عبارة عن ألم يعتصر الرجل من هذا الملف الذي انهكه بشكل كبير.
انتقادات واسعة تعرض لها رئيس جماعة فاس فيما يخص مشكل النقل الحضري ولنكن واقعيين وبعيدا عن المزايدات فملف النقل ليس وليد الانتخابات الأخيرة بل قبله بسنوات وما يحسب للرجل حتى لو اختلفنا معه في محطات كثيرة وكيف ادار هذا الملف فإن هذا المشكل ليس وليد لحظة تسلمه رئاسة الجماعة واصبحت كل مايتعلق بمشاكل النقل الحضري معروفة لدى ساكنة فاس ويتابعه الرأي العام خطوة خطوة بعدما كانت في السابق عبارة عن مشكل قائم على الواقع ولكن اسبابه الحقيقية كانت مجهولة لدى العامة باستثناء معلومات قليلة .
ملف حافلات النقل الحضري بات يؤرق كل ساكنة فاس بفعل التدهور الخطير لهذا القطاع الذي له طابع اجتماعي وحقيقة ان رئيس جماعة فاس منذ اول دورة له في تسيير الشأن المحلي قد وجه الى شركة المفوض لها تدبير النقل الحضري بفاس إندارات امهل فيه الشركة شهرا واحدا من اجل سحب 122 حافلة متهالكة مع ادخال 194 حافلة جديدة في إطار دفتر التحملات وان الشركة ملزمة بدفع 10 مليون سنتيم يوميا بعد شهر من الإندار الذي وجهه لها عن طريق مفوض قضائي بسبب عدم احترامها دفتر التحملات وهي المهلة التي انتهت دون ان تظهر أي بوادر الانفراج ووصل الجميع الى الباب المسدود قبل أن يتم قبول بتسوية النزاع بينهما حول تدبير هذا القطاع بمسطرة التحكيم التي تشرف عليها وزارة الداخلية والتي شكلت نقطة مضيئة لحل هذا المشكل حيث ان الجماعة ستقوم بتوفير 21 مليار بمعية شركاء آخرين لشراء حافلات جديدة فيما شركة النقل الحضري المفوض لها تدبير هذا القطاع فملزمة بتوفير أكثر من 22 مليار لشراء اكثر من 114 حافلة وحسب بعض المصادر فإن الجماعة رصدت تلك الامكانيات المادية وتنتظر الشركة أن تحدو على نفس المسار بتوفير 22 مليار لتجاوز هذا الإشكال وان مطالبة البعض بإدخال شركة أخرى للنقل الحضري او فك الارتباط معها فتلك المسألة ضرب من الخيال فرئيس جماعة فاس يدرك ان هذا الطريق مستحيلا وله تبعات قانونية قد يصيب مالية الجماعة بكارثة حقيقية قد تؤثر بشكل عام على السير العام لمدينة فاس ولذلك اختار الطريق الاصعب هو التسوية الحبية رغم انها تحتاج الى صبر أيوب والخروج من هذا الملف بأقل الأضرار ليعود النقل الحضري كما تريده الساكنة ويشكل قيمة مضافة للحاضرة الإدريسية وخاصة ان فاس من المدن المرشحة لإستضافة كأس إفريقيا سنة 2025 وكأس العالم سنة 2030.
وأخيرا حسب مصادر إعلامية فإن السيد عبد السلام البقالي عمدة مدينة فاس وضع شكاية لدى السيد الوكيل العام للملك ضد شركة النقل الحضري بفاس تتعلق بشبهة تبديد أموال عمومية.