هل يعول حزب الاحرار بفاس الجنوبية على ترتيب البيت الداخلي بعدما فقد حزب الاحرار بفاس الجنوبية 7000 صوتا في الانتخابات البرلمانية الجزئية الاخيرة؟
حرية بريس
من الأمور التي يجب في السياسة إدراكها والوقوف عليها بتروي هي قراءة تاريخ الأحداث والنتائج بشكل عقلاني وتحليلها بعيدا عن الذاتية في ظل ان السياسة دائما متغيرة وتحتاج الى فهم ميكانيزمات الوصول الى نتائج إيجابية وفي بعض الأحيان قراءتها ليست بعيون ناقدة فقط بل ناقضة ايضا.
ربما من حسنات الانتخابات البرلمانية الجزئية بفاس الجنوبية التي مر عليها اكثر من سنة والتي فاز بها خالد العجلي عن حزب التجمع الوطني للأحرار هي قراءة الارقام بتأني والبحث عن مكامن القوة والضعف وتحليلها على ضوء نقاش يعلو فيه صوت الحكمة وتقديم بيانات النتائج للمستشارين الجماعيين عن حزب الحمام ومناضليه بدائرة فاس الجنوبية .
كان فوز خالد العجلي بالمقعد البرلماني في الانتخابات الجزئية بفاس الجنوبية باسم الاحرار متوقعا في ظل ان الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي “الاستقلال والاصالة والمعاصرة” قد خرجا من باب التنافس وأعلنا دعمهما ترشيح مرشح حزب اخنوش وبالتالي فقد غابت المنافسة بشكل جدي على أرض الواقع حيث استطاع خالد العجلي الحصول 9767 صوتا بوأته صدارة المشهد الانتخابي بفارق كبير على اقرب منافسيه العدالة والاتحاد الاشتراكي.
وإذا كان حزب الاحرار في الانتخابات البرلمانية الجزئية بفاس الجنوبية قد ضمن الأهم وهو الفوز بالمقعد الانتخابي فإن هناك ملاحظة يجب الوقوف عليها هي ان الحزب نفسه في الانتخابات البرلمانية لسنة 2021 وفي نفس الدائرة حصل على 16451 صوتا عندما كان منسقها الحزبي رشيد الفايق وكيل اللائحة أي ان الحزب فقد تقريبا 7000 صوتا مابين الانتخابات الأولى لسنة 2021 و الجزئ ية لسنة 2024 والأدهى من ذلك ان اصوات حزبي الاستقلال والبام في الانتخابات الجزئية صبت لصالح مرشح التحالف خالد العجلي فهنا نتحدث عن تراجع في مهول لعدد الاصوات وان الامور تحتاج إلى وقفة تأمل في ظل ان كل المقاطعات والجماعات الترابية ” أكدال،جنان الورد،سايس، اولاد الطيب، عين بيضا، سيدي حرازم” ينطبق عليها نفس الأمر فمثلا مقاطعة أكدال حزب الأحرار كان قد حصل في الانتخابات الجماعية لسنة 2021 على 3064 صوتا في سنة 2024 حصل مرشحهم خالد العجلي في نفس المقاطعة على 1300 صوتا أي انه حصل على ثلت الاصوات المعبر عنها او اكثر بقليل ونفس المنوال على باقي المناطق الأخرى بدون استثناء.
من خلال المعطيات السابقة كان يجب على قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار بفاس الجنوبية أن تراجع حسابتها وتفعل ربط المسؤولية بالمحاسبة رغم العمل الكبير والمهني الذي يقدمه منسق الحزب بهذه الدائرة فإن اليد الواحدة لا تصفق وأن وضع تخطيط استراتيجي عاجل يعتمد على امتلاك القدرة على النظر الى المستقبل والبعد التأطيري المبني على القيم الوطنية ومواجهة كل التحديات بالاستقطابات والنزول الى الشارع والبحث عن الكفاءات وضخ دماء جديدة في الحزب وتنظيم لقاءات متعلقة بالقضايا الأساسية المرتبطة بالمواطن الفاسي مع صياغة خطاب مقنع بعيدا عن المزايدات بالإضافة إلى فتح مقرات حزبية دائمة غير مرتبطة بمناسبة الانتخابات والأهم من كل ماسبق ترتيب البيت الداخلي الذي يحتاج الى مزيد من الجهد ونكران الذات لمواجهة تحديات الانتخابات البرلمانية لسنة 2026 على قلب واحد.