جارتنا الشمالية القنبلة موقوتة

جميع دول الاتحاد الأوربي ومن ضمنها إسبانيا وإن كانت هذه الأخير قد تأثرت بشكل كبير نظرا على دعم المجموعة الأوربية لها إلى حدود 2010 .ونظرا لعلاقة الاقتصاد الإسباني بنظيره المغربي فقد عرفت تحويلات الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا تراجعا إثر توقف بعض القطاعات عن الحركية ، ومن أبرزها القطاع العقاري الذي تأثر بشكل خطير وأدى إلى شبه توقف بالكامل وبالتالي توقف عدد كبير من اليد العاملة ومن ضمنها اليد العاملة المغربية بإسبانيا عن العمل كما أن تراجع تنافسية الاقتصاد الإسباني أدى إلى تراجع موقع المقاولات الإسبانية والعلامات التجارية الإسبانية في السوق العالمية لما تتطلبه من تنافسية على مستوى الثمن والجودة وظهور منتجات منافسة أبرزها المنتوجات الصينية ، وما يزكي ذلك هو نسبة المقاولات الصينية التي شرعت في فتح أبوابها بمنطقة مدريد، “TVE TV ” هذا الانكماش في الاقتصاد دفع العديد من الاسبان إلى الهجرة خارج البلاد للبحث على ظروف عيش بديلة أو الاستثمار في مناطق آمنة اقتصاديا من التقلبات المفاجئة، وهذا ما يفسر توجه الكثير من الإسبان إلى الهجرة نحو الجار الجنوبي “المغرب”، ووضع قدم داخل الاقتصاد المغربي للاستفادة من الإنتعاش النسبي داخله والذي أصبح المتنفس للعديد من المستثمرين الأجانب لما يوفره من يد عاملة مؤهلة وبرواتب هزيلة مقارنة مع الرواتب الأوربية… إن الأزمة الحالية التي تشهدها إسبانيا إضافة إلى الإجراءات التقشفية التي تنهجها الحكومة كان ولا بد أن تدفع بالنقابات العمالية في الخروج إلى الشارع للتعبير عن سخطها على ما أصبح عليه الوضع الاقتصادي نتيجة هذه الظروف الاقتصادية القاسية إذ ستؤثر على المستوى المعيشي للشعب الإسباني وانقضاء فترة الرفاهية التي كان يعيشها منذ دخول البلاد إلى الاتحاد الأوربي إذ أن السنوات القادمة ستشهد تراجع في الاستثمارات الداخلية إضافة إلى انخفاض الأجور غير أن ما يعمق الأزمة هو ارتفاع نسبة البطالة بالإضافة إلى عقود العمل القاسية التي توضع بين يدي المتخرجين من المعهد والجامعات العليا والتي تتميز بغياب

التحفيزات وتحديدها في فترة زمنية قد لا تجدد وغياب ضمانات في حالة التوقف المفاجئ عن العمل ، كما أن القطاع الأول مدعو لتخفيض أسعاره لكي يسهل من تنافسيته

داخل البلدان المستوردة وتجنبا لتغيير الوجهة نحو دول مصدرة أخرى – كل هذه الضربات التي مازال يتلقاها الاقتصاد الإسباني بدأت تشكل نهاية للحلم الذي عاشه الإسبان في حضن مرضعته الاتحاد الأوربي… كذلك نهاية حلم الهجرة من وإلى اسبانيا وهو اليوم ما يعرف بالهجرة المعاكسة أي من اسبانيا إلى المغرب ، وبالرجوع إلى التوقعات المرتبطة بالإضرابات الإحتجاجية ،فإن إسبانيا قنبلة موقوتة، قد تعرف إضرابات ومظاهرات احتجاجية على السياسة الحكومية بمختلف المدن الإسبانية والعاصمة مدريد على الخصوص وهذا ما يشبهه الخبراء بالوضع في اليونان إذ أن إسبانيا قد تشهد نفس السيناريو الذي عرفته اليونان في السنوات الأخيرة.

حرية بريس . صلاح الدين بطاحي


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...