لماذا يستحق أشرف حكيمي الكرة الذهبية 2025؟
لماذا يستحق أشرف حكيمي الكرة الذهبية 2025؟
حرية بريس عبدالله حفري/رياضة
في موسم 2024-2025، برز النجم المغربي أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان، كظاهرة كروية استثنائية، ليس فقط كأفضل ظهير أيمن في العالم؛ بل كمرشح قوي لجائزة الكرة الذهبية (البالون دور)، وذلك بفضل أدائه الهجومي المذهل، وصلابته الدفاعية، وقدراته البدنية الخارقة، حيث أعاد حكيمي تعريف دور الظهير في كرة القدم الحديثة، مما يجعله الأحق بالجائزة الفردية الأعلى في عالم كرة القدم. فلماذا تفوق حكيمي على منافسيه؟.
حكيمي المهاجم في جسد مدافع، لم يكتفِ بالتألق في مركزه كظهير أيمن، بل قدم أرقاما هجومية تنافس أفضل المهاجمين وصانعي الألعاب، فخلال موسم 2024-2025، سجل حكيمي 14 هدفا وقدم 10 تمريرات حاسمة في 51 مباراة عبر جميع المسابقات مع باريس سان جيرمان، وحسب تقرير لصحيفة “لوباريزيان”، فإن هذه الأرقام جعلته المدافع الأكثر مساهمة تهديفية في الدوريات الخمس الكبرى، متجاوزا الأسطورة البرازيلية داني ألفيس (25 مساهمة تهديفية) برصيد 26 مساهمة (11 هدفًا و15 تمريرة حاسمة).
ووفق تفاصيل الأرقام الهجومية للأسد المغربي:
الدوري الفرنسي: 4 أهداف و8 تمريرات حاسمة في 25 مباراة.
دوري أبطال أوروبا: 4 أهداف و5 تمريرات حاسمة، بما في ذلك هدف حاسم في نهائي البطولة.
كأس العالم للأندية 2025: هدفان وتمريرة حاسمة في 5 مباريات، مع أداء لافت في ربع ونصف النهائي.
إجمالي المساهمات التهديفية: 26 مساهمة (11 هدفا و15 تمريرة حاسمة) في 53 مباراة.
هذه الأرقام ليست فقط استثنائية لمدافع؛ بل تضعه في مصاف اللاعبين الهجوميين الكبار، مثل عثمان ديمبيلي ولامين يامال، مما يجعل ترشيحه للكرة الذهبية منطقيا وقويا.
لم يقتصر تألق حكيمي على الجانب الهجومي؛ بل أظهر صلابة دفاعية رائعة وذكاء تكتيكي متوازنين، حيث سجل في الدوري الفرنسي 48 تدخلا ناجحا، 31 اعتراضا للكرة، و23 تصديا لتمريرات الخصم، وهذه الإحصائيات تعكس قدرته على قراءة المباراة والمساهمة في استقرار خط دفاع باريس سان جيرمان، خاصة في المباريات الكبرى مثل مواجهة بايرن ميونيخ في كأس العالم للأندية، حيث قدم تمريرة حاسمة في الدقيقة 96 لديمبيلي، مؤكدا دوره كلاعب حاسم في اللحظات الصعبة.
وفي الحقيقة، أن حكيمي أظهر نضجا تكتيكيا كبيرا، تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، حيث كان يتحرك بذكاء إلى عمق الملعب، مما سمح له بخلق فرص هجومية وإرباك دفاعات الخصوم، مما جعل إنريكي يصفه بأنه “ظهير بإمكانيات هائلة”، مشيرا إلى أنه “لم ير ظهيرا أيمن أفضل منه”.
ويعد الجانب البدني أحد أقوى أسلحة حكيمي. خلال موسم 2024-2025، حيث سجل أشرف سرعة قصوى بلغت 36.92 كم/ساعة في دوري أبطال أوروبا، متفوقا على لاعبين مثل كيليان مبابي وألفونسو ديفيز، مما جعله اللاعب الأسرع في أورويا، هذه السرعة، إلى جانب قدرته على التحمل (لعب 1540 دقيقة في دوري الأبطال وحده)، جعلته محركا لا يتوقف، ينتقل من الدفاع إلى الهجوم بسلاسة، مما أربك الأجنحة المنافسة.
وبما أنه لا يمكن لأي لاعب المنافسة على الكرة الذهبية دون إنجازات جماعية تدعم أداءه الفردي، ففي موسم 2024-2025، قاد حكيمي باريس سان جيرمان لتحقيق الثلاثية التاريخية: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، ودوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز لم يسبق للنادي تحقيقه، كما تألق في كأس العالم للأندية، حيث ساهم في تأهل الفريق إلى نصف النهائي بفوز على بايرن ميونيخ 2-0. هذه الألقاب شكلت منصة مثالية عززت ترشيحه للجائزة.
ومن قبل كل هذا، توج حكيمي بلقب دوري أبطال أوروبا، مع ريال مدريد موسم 2017/2018، وحقق كأس السوبر الألماني مع بوروسيا دورتموند سنة 2019، كما أحرز الدوري الإيطالي مع إنتر ميلان موسم 2020/2021، قبل أن يظفر بالدوري الفرنسي ثلاث مرات مع باريس سان جيرمان (2022/ 2023/ 2025).
إن حكيمي ليس مجرد لاعب؛ بل ظاهرة كروية تحمل رمزية كبيرة؛ كلاعب مغربي وإفريقي، فإن فوزه بالكرة الذهبية سيكون إنجازا تاريخيا، حيث سيكون ثاني لاعب إفريقي يحقق هذا اللقب بعد جورج ويا في سنة 1995، وتألقه يعكس طموح جيل جديد من اللاعبين العرب والأفارقة، ويؤكد قدرتهم على المنافسة على أعلى المستويات.
ورغم تألق لاعبين مثل عثمان ديمبيلي، لامين يامال، ومحمد صلاح، يتفوق حكيمي بفضل تنوع مساهماته (هجومية ودفاعية) وتأثيره في المباريات الحاسمة، فعلى سبيل المثال، ديمبيلي، رغم تسجيله أهدافا أكثر، يفتقر إلى الصلابة الدفاعية التي يتمتع بها حكيمي، أما صلاح ويامال، فلم يحققا إنجازات جماعية بمستوى الثلاثية التي حققها حكيمي مع باريس سان جيرمان.
وبأرقامه الهجومية التاريخية، صلابته الدفاعية، سرعته الفائقة، ودوره في إنجازات باريس سان جيرمان التاريخية، يثبت أشرف حكيمي أنه الأحق بالكرة الذهبية 2025، لأنه ليس فقط أفضل ظهير في العالم؛ بل لاعب شامل يستحقها.
وتصريح المحلل كيفن دياز في برنامج “After-Foot” يلخص الأمر: “من حيث الأرقام والتأثير، لا أحد يقترب منه، لقد أحدث ثورة حقيقية في مركزه”، فهل ستكون 2025 عام تتويج “أسد الأطلس”؟ الإجابة تبدو واضحة.
