فاس.. جهود أمنية مشرفة في مواجهة الجريمة ومطالب شعبية بتعزيز الموارد البشرية

حرية بريس  سوجاع أحمد

في الأشهر الماضية، شهدت مدينة فاس تحسنًا ملحوظًا في الوضع الأمني، حيث نجحت مختلف الدوائر الأمنية في تنفيذ تدخلات نوعية أثمرت عن استتباب الأمن في عدد من الأحياء التي كانت تصنف في السابق كنقاط سوداء. وقد عبرت الساكنة عن ارتياحها لهذه المجهودات، مشيدة بيقظة رجال الأمن وجدية رؤساء الدوائر الأمنية الذين أبانوا عن كفاءة عالية والتزام قوي في أداء الواجب الوطني.

غير أن هذا الاستقرار لم يدم طويلًا، إذ لاحظ المواطنون، مؤخرًا، عودة بعض مظاهر الجريمة إلى أحياء متفرقة، خاصة في مناطق بنسودة، باب الفتوح، وعين قادوس، التي طالما كانت مثالًا يحتذى به في التنسيق الأمني الفعال.

وتطرح الساكنة عدة تساؤلات عن أسباب هذا التراجع، أبرزها النقص الواضح في عدد عناصر الأمن الوطني ببعض الدوائر، ما يشكل عائقًا أمام الاستجابة السريعة والتغطية الكاملة للمنطقة. كما أن ضعف تعاون بعض المواطنين في التبليغ عن السلوكيات المشبوهة يسهم في تعقيد الوضع، ما يستدعي ضرورة تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية.

من جهة أخرى، يشير مواطنون إلى أن بعض الأحكام القضائية المخففة في حق الخارجين عن القانون قد تكون أحد العوامل المشجعة على عودة الجريمة، مما يستوجب فتح نقاش مؤسساتي حول منظومة الردع ومدى ملاءمتها لواقع الجريمة اليوم.

ورغم هذه التحديات، تظل الساكنة ممتنة لجميع مكونات الأمن الوطني بمدينة فاس، وعلى رأسهم السيد والي الأمن، لما يقومون به من مجهودات استثنائية تستحق التنويه. وتبقى الرسالة الموحدة اليوم من المواطنين هي ضرورة تعزيز الموارد البشرية في الدوائر الأمنية، ومواصلة التعاون والتكامل بين الإدارة والمجتمع المدني، من أجل مدينة آمنة تليق بتاريخ فاس وحضارتها.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...