أزمة التسيير في نادي الوداد الرياضي الفاسي.. تحديات الشفافية والمستقبل
أزمة التسيير في نادي الوداد الرياضي الفاسي.. تحديات الشفافية والمستقبل
عبدالله حفري/ رياضة
عقد نادي الوداد الرياضي الفاسي، الذي تأسس عام 1948 كأحد أعمدة كرة القدم في مدينة فاس، جمعا عاما عاديا يومه الإثنين 5 غشت بمقر دار الشباب القدس، بهدف مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، وبعد التأكد من اكتمال النصاب القانوني، وعرض لائحة المنخرطين الجدد، وتلاوة التقريرين الأدبي والمالي، وتدارس مختلف القضايا التي تهم النادي، شهد الجمع انتقادات حادة من إحدى المنخرطات، التي وصفت بـ”الحديدية” و”الشغوفة” بحب الواف، حيث أثارت مخاوف جدية حول الشفافية، التخطيط المستقبلي، التواصل، وطبيعة التسيير داخل النادي.

وقد أثارت المنخرطة (ن .ز) مخاوف بشأن غياب الشفافية في التقريرين المقدمين خلال الجمع العام؛ خصوصا التقرير الأدبي، الذي يفترض أن يوثق أنشطة النادي وإنجازاته خلال الموسم الرياضي 2024-2025، لم يقدم صورة واضحة على المشاريع المستقبلية على سبيل المثال، كما لم يتضمن التقرير تفاصيل دقيقة عن الأنشطة المزمع تنظيمها، ووضع البرامج التي سيسلكها المكتب لصد التحديات التي يواجهها الفريق الذي عمر طويلا في القسم الثاني، أو الخطوات التي اتخذت لتحسين الأداء.
ومن أبرز الانتقادات التي طرحتها خلال الجمع العام هو غياب رؤية استراتيجية لتطوير النادي، نادي الوداد الفاسي، الذي كان يوما منافسا قويا في البطولة الوطنية، والذي عانى في السنوات الأخيرة من تراجع ملحوظ ، بالقسم الثاني بعد أن فقد بريقه كأحد ركائز القسم الأول.

ذات المنخرطة أشارت إلى أن التقرير الأدبي لم يتضمن أي خطط ملموسة لإعادة الفريق إلى مكانته السابقة، مثل تطوير البنية التحتية، تعزيز المدرسة الرياضية، أو استقطاب لاعبين جدد، هذا الفراغ في التخطيط يثير مخاوف من استمرار “الانحدار الخطير” الذي حذرت منه جمعيات سابقة “كجمعية إئتلاف قدماء وفعاليات الوداد الرياضي الفاسي” في سياقات مشابهة.
المرأة الحديدية المعروفة في الأوساط الفاسجديدية بشغفها للواف، ذكرت بأن التواصل الفعال هو ركيزة أساسية لنجاح أي نادٍ رياضي، وانتقدت في هذا السياق غياب قنوات التواصل الفعالة بين مكتب النادي والمنخرطين، والجمعيات، والجمهور.
وعلى الرغم من أن الجمع العام يُعتبر فرصة للنقاش المفتوح، إلا أن هناك شعورا عاما بأن المنخرطين لا يُمنحون مساحة كافية للتعبير عن آرائهم أو اقتراح حلول، كما أن التواصل مع الجماهير، التي كانت في السابق تُشكل دعامة قوية للوداد الفاسي مقارنة بالمغرب الفاسي، يبدو شبه معدوم، مما يزيد من الإحباط ويضعف الرابط بين النادي وجمهوره العريض.
ومن بين الانتقادات الحادة التي وجهتها المنخرطة هي سيطرة رئيس النادي على اتخاذ القرارات بشكل أحادي، دون استشارة المنخرطين أو بعض أعضاء المكتب المسير، هذه الممارسات تتعارض مع مبادئ الحوكمة الجيدة التي تتطلب مشاركة جماعية في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وعلى سبيل المثال، قرارات تتعلق بانتدابات اللاعبين، اختيار المدربين، أو تخصيص الموارد المالية تُتخذ دون نقاش شفاف، مما يثير استياء المنخرطين ويضعف الثقة في القيادة، هذا الوضع يذكر بتجارب سابقة.
ولم تفوت (ن .ز) الفرصة، حيث تطرقت لموضوع مدرسة الفريق، التي تُعتبر العمود الفقري لتكوين اللاعبين الشباب، موضحة أنها تعاني من تسيير عشوائي وفقا للانتقادات المثارة، وخير دليل على ذلك النتائج التي حصلت عليها الفئات العمرية موسم 2024ـ 2025، مشيرة إلى أن المدرسة تفتقر إلى استراتيجية واضحة لتطوير المواهب، مما يحد من قدرة النادي على بناء جيل جديد من اللاعبين القادرين على المنافسة، حيث يبدو أن مدرسة الوداد الفاسي تفتقر إلى رؤية على غرار الأكاديميات المنتشرة بربوع المملكة، مما يؤثر سلبا على مستقبل الفريق.
وقالت إن من الأساسيات لأي نادي رياضي هو تطوير البنية التحتية للمدارس الكروية، وتحسين التكوين، وبناء فريق تنافسي، مؤكدة أن النادي يهمل هذه الجوانب، مما يؤدي إلى استمرار التراجع في الأداء.
وشددت المنخرطة على أن مدرسة الواف التي ُتعد رمزا للنادي، تحتاج إلى تحديثات لتلبية المعايير الحديثة؛ لكن لا توجد خطط واضحة لتطويرها، وهذا الإهمال يعيق قدرة النادي على جذب اللاعبين الموهوبين.
وختمت المنخرطة متمنياتها بأن يكون هذا الجمع العادي فرصة حاسمة لإعادة تقييم مسار النادي وتصحيح الأخطاء التسييرية، مشيرة إلى أن هذه الانتقادات التي أثارتها تعكس شغفها الحقيقي وحرصها على إعادة النادي إلى مكانته التاريخية، شاكرة والي جهة فاس-مكناس السابق الذي استطاع وبنجاخ في نوفمبر 2024 من وضع حد لأزمة تسييرية سابقة، مما يشير إلى أهمية التعاون مع الجهات لتحسين أوضاع النادي.
