عندما يذرف عمدة فاس الدموع حول انقلاب حافلة للنقل الحضري خلفت العشرات من المصابين
حرية بريس
يقال..عادة الرجال لايبكون امام احد فإذا أخلوا بهذا الاستثناء فهو تعبير عن مشاعر عن الأسى والحزن الشديد لكن عندما يذرف رئيس جماعة فاس الدموع امام الصحافة فهي دموع تغالب الموروث الذكوري وجزء من قداسة اللحظة عند سؤاله على انقلاب حافلة للنقل الحضري بالعاصمة العلمية خلفت العشرات من الجرحى فهي عبارة عن ألم يعتصر الرجل من هذا الملف الذي انهكه بشكل كبير.
انتقادات واسعة تعرض لها رئيس جماعة فاس فيما يخص مشكل النقل الحضري ولنكن واقعيين وبعيدا عن المزايدات فملف النقل ليس وليد الانتخابات الأخيرة بل قبله بسنوات وما يحسب للرجل حتى لو اختلفنا معه في محطات كثيرة وكيف ادار هذا الملف فإن هذا المشكل ليس وليد لحظة تسلمه رئاسة الجماعة واصبحت كل مايتعلق بمشاكل النقل الحضري معروفة لدى ساكنة فاس ويتابعه الرأي العام خطوة خطوة بعدما كانت في السابق عبارة عن مشكل قائم على الواقع ولكن اسبابه الحقيقية كانت مجهولة لدى العامة باستثناء معلومات قليلة .
ملف حافلات النقل الحضري بات يؤرق كل ساكنة فاس بفعل التدهور الخطير لهذا القطاع الذي له طابع اجتماعي وحقيقة ان رئيس جماعة فاس منذ اول دورة له في تسيير الشأن المحلي قد وجه الى شركة المفوض لها تدبير النقل الحضري بفاس إندارات امهل فيه الشركة شهرا واحدا من اجل سحب 122 حافلة متهالكة مع ادخال 194 حافلة جديدة في إطار دفتر التحملات وان الشركة ملزمة بدفع 10 مليون سنتيم يوميا بعد شهر من الإندار الذي وجهه لها عن طريق مفوض قضائي بسبب عدم احترامها دفتر التحملات وهي المهلة التي انتهت دون ان تظهر أي بوادر الانفراج ووصل الجميع الى الباب المسدود قبل أن يتم قبول بتسوية النزاع بينهما حول تدبير هذا القطاع بمسطرة التحكيم التي تشرف عليها وزارة الداخلية والتي شكلت نقطة مضيئة لحل هذا المشكل حيث ان الجماعة ستقوم بتوفير 21 مليار بمعية شركاء آخرين لشراء حافلات جديدة فيما شركة النقل الحضري المفوض لها تدبير هذا القطاع فملزمة بتوفير أكثر من 22 مليار لشراء اكثر من 114 حافلة وحسب بعض المصادر فإن الجماعة رصدت تلك الامكانيات المادية وتنتظر الشركة أن تحدو على نفس المسار بتوفير 22 مليار لتجاوز هذا الإشكال وان مطالبة البعض بإدخال شركة أخرى للنقل الحضري او فك الارتباط معها فتلك المسألة ضرب من الخيال فرئيس جماعة فاس يدرك ان هذا الطريق مستحيلا وله تبعات قانونية قد يصيب مالية الجماعة بكارثة حقيقية قد تؤثر بشكل عام على السير العام لمدينة فاس ولذلك اختار الطريق الاصعب هو التسوية الحبية رغم انها تحتاج الى صبر أيوب والخروج من هذا الملف بأقل الأضرار ليعود النقل الحضري كما تريده الساكنة ويشكل قيمة مضافة للحاضرة الإدريسية وخاصة ان فاس من المدن المرشحة لإستضافة كأس إفريقيا سنة 2025 وكأس العالم سنة 2030.