بعد انتخاب ياسر جوهر كاتبًا إقليميًا بفاس.. “نصر تيار” أم خسارة الحزب؟
حرية بريس
عُقد المؤتمر الإقليمي السابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس، أمس السبت، بحضور الكاتب الأول إدريس لشكر، في أجواء طغى عليها الاصطفاف الداخلي وغياب التوافق، لتنتهي أشغال المؤتمر بانتخاب ياسر جوهر كاتبًا إقليميًا جديدًا للحزب بالعاصمة العلمية.
ورغم أن اختيار جوهر لم يكن مفاجئًا، باعتباره المرشح الوحيد بعد استقالة جواد شفيق من منصبه، إلا أن ما وراء هذا التتويج يطرح أكثر من سؤال حول مستقبل الاتحاد الاشتراكي بفاس.
استقالة شفيق، التي أرجعها إلى “تدخلات في الشؤون المحلية للحزب من طرف بعض القيادات”، كشفت حجم التصدع التنظيمي الذي يعانيه الحزب في فاس، والذي لم تفلح محاولات التهدئة في رأبه. فقد دعا عدد من المناضلين والعقلاء داخل الاتحاد إلى اختيار شخصية توافقية تحظى باحترام كلا التيارين – تيار جوهر وتيار شفيق – لطي صفحة الخلافات، لكن ما حدث هو العكس تمامًا.
اليوم، انتخاب جوهر يعني ببساطة أن تياره خرج منتصرًا تنظيميا، لكن الخاسر الأكبر قد يكون هو الحزب نفسه.
ففي الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب الكبرى مثل الأحرار، الاستقلال، والأصالة والمعاصرة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بصفوف موحدة، يبدو أن الاتحاد الاشتراكي في فاس يدخل هذه المرحلة ببيت منقسم ونصف قاعدة مشوشة وأعضاء منتخبة منقسمة بين الولاء للتيارين.
الأخطر أن تجربة جوهر السابقة في الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية أظهرت أن الوحدة الداخلية شرط أساسي لأي حضور انتخابي ورغم ذلك لم يحصد الفوز فكيف لحزب منقسم على ذاته أن ينافس قوى انتخابية متجذرة؟
الواقع أن الاتحاد الاشتراكي بفاس يسير اليوم برجل واحدة، فيما غاب صوت العقل والحكمة عن لحظة كان يمكن أن تكون فرصة لتصحيح المسار.
وإن كانت صناديق الاقتراع المقبلة هي التي ستكشف الحقيقة، فإن المؤشرات الحالية تنذر بأن الحزب في فاس قد يدفع ثمن صراع الرفاق، أو ما تبقى منهم وان انتخاب ياسر جوهر كاتبا إقليميا في هذه المحطة سيزيد الشرخ الداخلي ويضعف الحزب في الاستحقاقات المقبلة لسنتي 2026 و2027.