“فاس تتألق بمبادرة بيئية شبابية لتعزيز النظافة والمسؤولية المجتمعية
في إطار المبادرات البيئية والتحسيسية، احتضنت حديقة باب المحروق بمدينة فاس يوم الأحد 26 أكتوبر 2025 نشاطًا مميزًا جمع بين عدة هيئات وجمعيات شبابية، بهدف نشر ثقافة النظافة وتعزيز المسؤولية الجماعية تجاه البيئة. هذا الحدث، الذي نظمته جمعية طاقات شبابية بالتعاون مع جمعية نبضة للمسعفين المتطوعين وهيئة الشباب الملكي، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ومجلس مقاطعة فاس المدينة، شهد مشاركة منظمة “لننظف الأرض – Puliamo la Terra” الإيطالية، التي تمتلك خبرة واسعة في المبادرات البيئية على المستوى الدولي.

تميز اليوم بالجمع بين العمل الميداني والتوعية المجتمعية، حيث شارك الشباب والمتطوعون في تنظيف الحديقة، وجمع النفايات وفصلها في أكياس خاصة، مؤكدين بذلك على أهمية المسؤولية الفردية والجماعية في الحفاظ على نظافة المدينة ومرافقها العامة. وقد كان للألوان الخضراء التي ارتداها المشاركون رمزية واضحة، حيث عبرت عن الاهتمام بالبيئة والاستدامة، في حين لفتت أكياس النفايات المنظمة بعناية الانتباه إلى حجم الجهد المبذول ومدى التفاني في إنجاح هذه المبادرة.

إضافة إلى العمل الميداني، شهد اللقاء فقرة توعوية داخل قاعة مؤسساتية، حيث تم تبادل الخبرات بين المشاركين، وشرح أساليب الحفاظ على النظافة، وتشجيع الجميع على المشاركة في حملات مماثلة مستقبلاً. وتم خلال هذه الفقرة تقديم شكر وتقدير لكل المتطوعين والهيئات المشاركة، مع توزيع شهادات تقديرية وبعض الهدايا الرمزية، في أجواء احتفالية عكست الروح الإيجابية للعمل الجماعي والتعاون بين مختلف فئات المجتمع المدني.

هذا النشاط يعكس الجهود المشتركة بين المجتمع المدني والسلطات المحلية والمبادرات الدولية، لتأكيد أن المسؤولية البيئية لا تقع على عاتق جهة واحدة، بل هي جهد جماعي يتطلب مشاركة فعالة من الشباب والمجتمع بأسره. وقد شدد القائمون على المبادرة على أن هذه الفعاليات لا تقتصر على النظافة المادية، بل تهدف أيضًا إلى غرس قيم الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية لدى الجميع، مع التأكيد على أن فاس، كمدينة ذات تاريخ عريق وثقافة غنية، تستحق أن تكون نموذجًا في الاهتمام بالبيئة وتحسين جودة الحياة لسكانها وزوارها.

بهذه الروح التشاركية، تمكنت المبادرة من تعزيز التواصل بين الشباب والجمعيات المحلية والدولية، وخلق مساحة للتفاعل المثمر بين مختلف الفاعلين، ما يجعل من هذه التجربة نموذجًا يحتذى به في تنظيم الفعاليات البيئية التوعوية، ويؤكد على أن العمل الجماعي هو الطريق الأمثل لإحداث أثر حقيقي ومستدام على مستوى المدينة والمجتمع.
