غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس…منتخب “الطابليط”.. عندما تتحول قاعة عالمية إلى شماعة للفراغ السياسي!
حرية بريس
انعقدت صباح اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 الدورة العادية للصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس لشهر أكتوبر، داخل القاعة الراقية للجامعة الأورو-متوسطية، التي تُعد مفخرة للعاصمة العلمية وواجهة لاحتضان المؤتمرات الدولية والندوات الكبرى.
لكن المفاجأة لم تأتِ من جدول الأعمال، بل من مداخلة “من العيار الخفيف”، حين اختار أحد أعضاء المعارضة أن يفتتح الدورة بالاحتجاج على القاعة نفسها، معتبراً بكل جدية أنه “ما لقا فين يحط الطابليط والأوراق” وأن ظروف الاشتغال غير مريحة!
تصفيقات؟ لا. دهشة؟ نعم، لأن من اعتادوا حضور مؤتمرات علمية في هذه القاعة يعرفون جيداً أنها مجهزة بأحدث التجهيزات التي تحسدها عليها حتى بعض الجامعات الأوروبية، لكن يبدو أن مشكل “الطابليط” أقوى من كل ذلك.
فبدل أن يناقش السيد المستشار قضايا التنمية أو مشاكل المهنيين أو مستقبل الغرفة، اختار أن يعلن “معركته البطولية” ضد الكراسي المريحة والقاعة الراقية، وكأن فاس تعاني من أزمة في أماكن وضع الأجهزة الإلكترونية، لا في تدبير الملفات الاقتصادية.
أحد الحاضرين علق ساخرًا: “لو كان الاجتماع في فندق خمس نجوم، لربما اشتكى من لون الموكيت أو من درجة المكيف!”.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة واحدة: الجامعة الأورو-متوسطية تواصل رفع اسم فاس في المحافل الدولية، بينما بعض المنتخبين لا زالوا يبحثون عن “مكان للطابليط” داخل مشهد سياسي يحتاج إلى طاولة نقاش حقيقية، لا طاولة خشبية فقط.
