مكتسبات اجتماعية جديدة لفائدة عمال النظافة بفاس بفضل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في شراكة نموذجية مع شركة ميكومار

حرية بريس

تشهد مدينة فاس خلال الفترة الأخيرة تطورًا ملحوظًا على مستوى الاهتمام بالطبقة الشغيلة داخل قطاع النظافة، بعد شروع شركة ميكومار فاس في تنزيل امتيازات اجتماعية جديدة لفائدة العاملات والعمال، وذلك في إطار تنفيذ الاتفاقية الجماعية الموقعة بينها وبين الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بصفته أكبر تمثيلية نقابية  بفاس . هذه المبادرة تندرج في سياق تعزيز المكتسبات وتجويد أوضاع فئة ظلّت، لسنوات طويلة، تؤدي دورًا أساسيًا في الحفاظ على البيئة والصورة العامة للمدينة، رغم التحديات المهنية القاسية المرتبطة بطبيعة العمل.

وقد جاءت هذه الخطوة تتويجًا لمسار من الحوار الاجتماعي المسؤول الذي قاده الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، إدريس ابلهاض، والذي يعمل بشكل ميداني لصيق مع عمال النظافة في جميع القطاعات الحيوية، مركزًا على ضرورة الاعتراف بالأدوار اليومية الكبيرة التي يؤديها هؤلاء في خدمة المواطن والمدينة. وأكدت النقابة أن تنزيل هذه الامتيازات ليس حدثًا عابرًا، بل محطة أولى في سلسلة مكتسبات مقبلة، تعكس التحول الإيجابي الذي يشهده الملف الشغلي لهذا القطاع في ظل مواصلة الاتحاد العام للشغالين نهجه القائم على النتائج الملموسة.

وقد تم، وفقًا للمعطيات النقابية، صرف مبالغ مالية مباشرة لفائدة 778 عاملًا وعاملة، بواقع 2500 درهم لكل واحد منهم، تشمل تعويضًا عامًا يناهز 1200 درهم إلى جانب منح اجتماعية تخص شهر رمضان وعيد الفطر، إضافة إلى استفادة 17 عاملًا من المقبلين على التقاعد من منحة قدرها 2000 درهم لكل مستفيد، وكذا تمتيع 28 عاملًا بمنحة الولادة التي تبلغ 1500 درهم. ويعتبر الاتحاد العام هذه الإجراءات بادرة تقدير مستحقة لفئة تشتغل في صمت وتحتضغط يومي متواصل، وتلعب دورًا جوهريًا في المحافظة على نظافة الأحياء والشوارع والمساحات العمومية.

وتشير مصادر مهنية إلى أن العلاقة التشاركية بين ميكومار فاس والنقابة تشكل نموذجًا متقدمًا في العمل الاجتماعي المؤطر قانونيًا، حيث تم التعامل مع الاتفاقية الجماعية كالتزام متكامل وليس مجرد وثيقة مكتوبة. وقد عبّرت إدارة الشركة عن وعيها بأهمية دعم الظروف الاجتماعية للشغيلة باعتبار ذلك عنصرًا أساسيًا في تطوير أداء القطاع ورفع مستوى الخدمات المقدمة للسكان.

ويرى متتبعون أن هذا التطور يعكس بوضوح قدرة العمل النقابي المنظم على إحداث نتائج حقيقية عندما يستند إلى رؤية عملية وحوار متوازن بعيدًا عن الخطابات الشعبوية. كما يؤكد أن الشراكة البناءة بين الإدارة والتمثيليات النقابية يمكن أن تتحول إلى رافعة قوية للنهوض ببيئة العمل وتحسين جودة الخدمة العمومية.

ويواصل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بفاس اشتغاله على ملفات موازية في قطاعات أخرى، بنفس الجدية والتراكم الذي حقق من خلاله هذا المكسب الجديد. وهو ما يؤكد أن دور النقابة لم يعد مقتصرًا على رفع الشعارات بقدر ما يركّز على تحقيق إنجازات قابلة للقياس، تعيد الاعتبار للعامل وتعزز وضعه الاجتماعي والأسري.

ومع بدء صرف الامتيازات الجديدة، ارتفعت مؤشرات الارتياح وسط عمال النظافة الذين اعتبروا هذا الإجراء اعترافًا ولو جزئيًا بتضحياتهم اليومية. كما يشكل الاتفاق رسالة قوية لباقي الشركاء في القطاع بضرورة الانخراط في منهجية مماثلة تحفظ كرامة العامل وتضمن له حقوقًا عادلة تتناسب مع جهده.

ويُنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات إضافية في اتجاه توسيع رقعة المستفيدين وتطوير آليات الحماية الاجتماعية داخل القطاع، بما يعزز الأمن الاجتماعي لشغيلة النظافة ويمنحهم مكانتهم المستحقة داخل المنظومة المهنية والخدماتية بالمدينة. وهكذا يشكل هذا الإنجاز النقابي حلقة أساسية في مسار طويل من العمل الميداني المسؤول الذي ينتصر للنتائج بدل الشعارات، ويفتح آفاقًا جديدة لعمال قطاع يبقى حجر الزاوية في نظافة واستدامة الحياة الحضرية داخل العاصمة العلمية للمملكة.

ويختتم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ـ فاس هذا المسار بتأكيد أن النقابة اليوم أصبحت نموذجًا للنضال الاجتماعي الجاد والمسؤول داخل الجهة، بفضل العمل المتواصل الذي يقوده كاتبها الإقليمي إدريس ابلهاض، والذي أرسى ثقافة نقابية تعتمد على النتائج الملموسة بدل الخطابات العابرة. وكون الاتحاد العام للشغالين بفاس هو أكبر نقابة تمثيلية بجهة فاس مكناس، فإنه يواصل ترسيخ حضوره القوي والدفاع بثبات عن قضايا العمال في مختلف القطاعات، مع الالتزام بمزيد من المكتسبات التي تعزز الأمان الاجتماعي لشغيلة المدينة.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...