عصبة فاس مكناس لكرة القدم التي نهضت من الرماد.. بوعاز يقود مرحلة التغيير الحقيقي وينهي زمن الفوضى

حرية بريس

في الوقت الذي تختار فيه بعض الأسماء الأضواء والشعارات الرنانة، يفضّل عبد السلام بوعاز، رئيس عصبة فاس-مكناس لكرة القدم، أن يشتغل في صمت، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: تطوير كرة القدم بالعصبة وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية.

منذ توليه المسؤولية بعد انتخابات وُصفت بالشرسة أمام المكتب السابق، بدأ بوعاز مرحلة جديدة عنوانها العمل الجاد وتغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة، مؤكدًا أن “العصبة بيت الجميع” وأنه رئيس لكل الفاعلين وليس لطرف دون آخر.

وبين طموحه الكبير وسعيه الدؤوب لتصفية الملفات العالقة التي ورثها عن المكتب السابق، يظهر بوضوح أن الرجل يسابق الزمن ليجعل من العصبة نموذجًا في التسيير والتطوير، عبر رؤية واقعية تقوم على الشفافية والعمل الميداني أكثر من الخطابات.

منذ تسلمه مهام رئاسة عصبة فاس-مكناس لكرة القدم، وضع عبد السلام بوعاز برنامج عمل واضح المعالم، يرتكز على إعادة هيكلة التسيير الإداري والمالي للعصبة، وتحسين شروط الممارسة بالنسبة للأندية المنضوية تحت لوائها.

فقد باشر الرجل، في هدوء ودون ضجيج إعلامي، معالجة الملفات العالقة التي تراكمت عبر سنوات، سواء على مستوى النزاعات، أو تسوية وضعية بعض الجمعيات الرياضية، أو تنظيم المسابقات في احترام تام لمبدأ تكافؤ الفرص.

ويؤمن بوعاز أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من القاعدة، لذلك جعل من التكوين والتأطير أحد أعمدة استراتيجيته، عبر تنظيم دورات لفائدة الحكام والمدربين والمسيرين، بما يضمن مستقبلاً لكرة القدم الجهوية مبنيًا على الكفاءة والاستمرارية.

كما يسعى إلى تعزيز الشراكات مع المجالس المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين، لإيجاد موارد قارة للعصبة ودعم البنية التحتية، خاصة بالمناطق النائية التي تعاني من ضعف التجهيزات الرياضية.

ورغم الصعوبات التي واجهها في بداياته، يؤكد المقربون من بوغاز أن الرجل لا يتوقف عند العراقيل، بل يتعامل معها بعقلانية وهدوء، مؤمنًا بأن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل الجماعي وروح الفريق.

ولذلك، يردد دائمًا أن “زمن الخلافات انتهى، وحان وقت البناء المشترك”، في إشارة واضحة إلى رغبته في توحيد الصفوف وإعادة الثقة بين العصبة وأنديتها.

اليوم، وبعد شهور من العمل الجاد، بدأت بوادر التغيير تظهر على أرض الواقع، حيث لاحظ المتتبعون تحسنًا في تدبير المنافسات وتنظيم اللقاءات، إلى جانب انفتاح العصبة على مختلف مكونات المنظومة الرياضية، من إعلاميين ومسؤولين محليين ورياضيين سابقين.

ويؤكد عبد السلام بوعاز أن طموحه لا يتوقف عند حدود العصبة، بل يمتد إلى المساهمة في النهوض بكرة القدم الوطنية من خلال تجربة جهوية نموذجية تنطلق من فاس-مكناس نحو آفاق أرحب.

بدأت الأمور داخل عصبة جهة فاس-مكناس لكرة القدم تسير بوتيرة تصاعدية واضحة، بعد فترة من إعادة التنظيم وضبط الهياكل القانونية.

فقد حرص المكتب الجديد، برئاسة عبد السلام بوعاز، على أن تكون جميع الفرق المنضوية تحت لواء العصبة في وضعية قانونية سليمة من كل الجوانب، بما في ذلك عقد الجموع العامة وتحيين ملفاتها الإدارية، حتى تكتسب الشرعية القانونية التي تُمكّنها من الانخراط الكامل في منظومة العصبة.

أما بالنسبة للفرق التي كانت قد تم تجميد مشاركتها أو إقصاؤها في وقت سابق، فقد تمكنت العصبة، بفضل مجهودات المكتب المديري والتنسيق الدائم مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من إيجاد حلول عملية أعادت هذه الأندية إلى المنافسة، لتدخل مجددًا في البرمجة الرسمية.

ويؤكد المكتب أن كرة القدم متاحة للجميع، وأن الاختلاف في وجهات النظر لا يجب أن يفسد روح التعاون أو يسلب الأندية حقها في الممارسة.

وبالعودة إلى ما يُعرف بـ”السنة البيضاء”، فقد تولى المكتب الحالي مهامه رسميًا في 31 ماي 2025، في وقت كانت أغلب البطولات الجهوية لم تُختتم بعد، حيث خاضت بعض الفرق مباريات معدودة، فيما اكتفت أخرى بشطر الذهاب فقط.

وبالرغم من الضغط المرتبط بالحصول على الشرعية القانونية واستكمال إجراءات تسليم السلط مع المكتب السابق، لم يتوقف العمل، إذ نجح المكتب الجديد في تتويج بطلة العصبة لكرة القدم النسوية ، أي بعد أقل من شهر من انتخابه، رغم أن العصبة كانت لا تزال في طور ترتيب ملفاتها القانونية.

وفي ما يخص كرة القدم داخل القاعة، وجد المكتب أن عدة التزامات تنظيمية وإدارية لم تُنفذ في وقتها من طرف المكتب السابق، وهو ما استدعى تدخلاً عاجلاً لتصحيح الوضع ووضع برمجة جديدة تحترم المعايير القانونية والتنظيمية.

اليوم، تسير الأمور داخل العصبة بسلاسة ومهنية عالية، حيث ستنطلق جميع البطولات في مواعيدها الطبيعية، بما فيها بطولة القسم الممتاز التي ستُجرى قرعتها يوم الثلاثاء، إلى جانب باقي الفئات السنية.

وخلال فترة وجيزة، استطاع المكتب الحالي أن يحل مجموعة من الإشكالات العالقة، من بينها ملف دبلومات المدربين (C وB)، حيث تبين أن المكتب السابق استنفد الميزانية المخصصة لهذه التكوينات دون تسجيل المعنيين في لوائح الكاف.

ومع ذلك، بذلت العصبة مجهودات كبيرة لتدارك الموقف، وتم إطلاق تكوينات جديدة، فيما تُعد سبع مجموعات إضافية للاستفادة من التدريب قريبًا بهدف الحصول على الدبلومات المعترف بها.

ولا يخفي المكتب المديري امتنانه الكبير للدعم الذي تحظى به العصبة من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تظل منفتحة على جميع الإشكالات المطروحة، وتُقدّم كل الدعم اللازم من أجل تطوير الممارسة.

وفي هذا السياق، يشيد رئيس العصبة عبد السلام بوعاز بالسيد فوزي لقجع، معتبرًا أنه “يشكل قيمة مضافة حقيقية لكرة القدم الوطنية”، بفضل مواكبته المستمرة ودعمه المتواصل للعصب الجهوية في مسارها الإصلاحي.

رؤية نحو المستقبل

يؤكد عبد السلام بوعاز أن مشروعه داخل عصبة فاس-مكناس لكرة القدم لا يقوم على الشعارات، بل على العمل الميداني والنتائج الملموسة.

فهو يرى أن نجاح العصبة لن يتحقق إلا عبر الشفافية، والانفتاح على جميع الفاعلين، وإشراك الأندية في اتخاذ القرار، لأن كرة القدم – كما يقول – “ليست ملكًا لأحد، بل هي شغف مشترك ومسؤولية جماعية”.

وبهذه الروح، يواصل المكتب المديري بقيادة بوعاز مسار الإصلاح والتطوير بخطى ثابتة، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: أن تصبح عصبة فاس-مكناس نموذجًا يُحتذى به في الحكامة والتسيير الرياضي على الصعيد الوطني.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...