منافسة غير مسبوقة.. الوافد الجديد يربك الحسابات الانتخابية.. ساكنة إقليم مولاي يعقوب تتساءل: من المرشح المفاجأة؟
إقليم مولاي يعقوب على صفيح ساخن قبل انتخابات 2026.. رجل أعمال يربك حسابات الأعيان والأحزاب
حرية بريس
لم تعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026 حدثاً عادياً بالنسبة لإقليم مولاي يعقوب، فالمنافسة التي كانت تنحصر في أسماء تقليدية ووجوه سياسية مألوفة مرشحة لإعادة إنتاج نفس الخريطة، قد تتعرض هذه المرة لاهتزاز كبير مع اقتراب دخول رجل أعمال شهير إلى خط المواجهة.
المصادر المحلية تؤكد أن هذا الوافد الجديد على المعترك السياسي يشتغل في صمت، بعيدا عن ضوضاء الحملات المبكرة التي اعتادها بعض الأعيان. فاستراتيجيته تقوم على التحرك خلف الكواليس، عبر لقاءات فردية مع رؤساء جماعات وأعيان مؤثرين، الذين أعلن بعضهم مبدئياً عن استعدادهم للالتحاق بمشروعه الانتخابي.
خلخلة ميزان القوى التقليدي
منذ سنوات، ظل المشهد الانتخابي بمولاي يعقوب محكوماً بمنطق “الزعامات المحلية” والأسماء المتكررة التي راكمت نفوذاً سياسياً وانتخابياً. دخول رجل الأعمال يطرح اليوم معادلة جديدة:
الأحزاب التقليدية تجد نفسها أمام منافس غير مألوف، يمتلك رصيداً ماديا وعلاقات واسعة قد تمنحه قدرة على التموضع بسرعة.
الأعيان المحليون الذين ظلوا عماد الحملات الانتخابية، قد ينقسمون بين الاستمرار في الولاء للأسماء القديمة أو الارتماء في مشروع الرجل الجديد الذي يوصف بـ”الورقة الرابحة”.
الناخبون الشباب الذين يطالبون بوجوه جديدة، قد يرون فيه بديلاً عن المشهد المستهلك، إذا نجح في تقديم خطاب تنموي مقنع.
ما يميز خطاب رجل الأعمال، وفق تسريبات، هو تركيزه على التنمية المحلية بدل الشعارات السياسية الفضفاضة. فقد أكد في لقاءات محدودة أنه لا يسعى وراء مناصب أو امتيازات، بل إلى “خدمة الساكنة”، واختار أن يربط ترشحه كذلك بإحدى الجماعات القروية، في إشارة إلى رغبته في الاقتراب أكثر من مشاكل الهامش.
هذه المقاربة قد تشكل عنصر جذب لفئات واسعة من الساكنة التي سئمت الوعود الانتخابية المتكررة، خصوصاً في منطقة تزخر بمؤهلات سياحية واقتصادية لم تستثمر بعد بالشكل المطلوب.
غير أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود. فالمنافسة في إقليم مولاي يعقوب صعبة ومعقدة:
عنصر الثقة لدى الناخبين سيبقى رهيناً بقدرته على تقديم مشروع واضح المعالم، لا مجرد وعود عامة.
بينما يواصل عامل إقليم مولاي يعقوب جهوده لإعادة الاعتبار للإقليم عبر مشاريع تنموية، يبدو أن الانتخابات المقبلة قد تتحول إلى اختبار حقيقي لقدرة الساكنة على فرض التغيير من خلال صناديق الاقتراع. فهل سيكون رجل الأعمال القادم قادراً على كسر منطق “الوجوه المكررة”، أم أن التحالفات التقليدية ستعيد رسم نفس الخريطة التي اعتادها الإقليم؟
–