مطالب مشروعة تُرفع بوعي، لا بحجارة ولا بحرائق ولا بتخريب ونهب

حرية بريس

ما شهدته بعض شوارع مدننا خلال الساعات الماضية من أحداث عنف وتخريب ونهب، وإحراق للسيارات وحاويات القمامة، وإشعال للعجلات المطاطية، ورشق بالحجارة استهدف القوات العمومية والمواطنين، لا يمكن أن يندرج ضمن خانة الاحتجاج السلمي أو التعبير المشروع عن الرأي. إن ما وقع كان فعلاً إجرامياً خطيراً، يهدد استقرار الوطن ويزرع الخوف في نفوس الناس، وهو مرفوض بكل المقاييس.

لكن في المقابل، لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن بلادنا في حاجة ماسة إلى الإصغاء لصوت الشباب، وخاصة جيل Z، الذي نشأ في عالم سريع التحولات، ويعيش تحديات معيشية ورقمية ونفسية معقدة. هؤلاء الشباب يملكون تطلعات وانتظارات مشروعة، ومن واجب الدولة والمجتمع أن يوفرا لهم قنوات حضارية للتعبير عن آرائهم، وفرصاً عادلة للعيش الكريم والمشاركة الفاعلة في الشأن العام.

التعاطف مع هذا الجيل مشروع وضروري، لكنه لا يعني بأي حال التساهل مع من يخلط بين الحرية والفوضى. فجيل Z ليس متهماً بالجملة، ولا يجوز اختزاله في سلوكيات قلة من المنفلتين والمشاغبين، غير أن خطورة ما جرى لا يمكن التغاضي عنها. فمن يرفع مطالبه بطرق سلمية وحضارية سيجد من يصغي إليه، أما من يصر على لغة العنف والتخريب فسيتحمل مسؤوليته كاملة أمام القانون والمجتمع.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...